ترجمة: Miguelle Khattar Abi Nader, Randa Abou Chacra
مقابلة
Jérôme Plan
مخرج
“يعيش كل من ماساتا وهيتومي وحيدين في قلب صخب وضجّة العاصمة طوكيو، ويعانيان من عدم استقرار مادي وعاطفي كبيرين.”
● هل يمكنك أن تعرّف عن نفسك؟
أنا صحافي، ومخرج سينمائي، ومصوّر. ونشأت في ساحل العاج وغويانا والغابون. قمت بتقارير صحفية ميدانيّة (ريبورتاجات) في فرنسا كما كنت مراسلًا في الصين وجنوب إفريقيا وإسرائيل. واليوم أنا مؤسس ومدير الموقع الإلكتروني “٩٩”.
“Lost in Manboo” أي “ضائع في مقهى مانبو” هو أول فيلم نشرناه على موقعنا. فشكّل أوّل اختبار لفريقنا في تأسيس عملية ترجمة الأفلام إلى عدد من اللّغات.
● كيف ولد هذا الفيلم؟
أردت المشاركة في مسابقة “جائزة روبرت جيلين” من خلال فيلم. هذه الجائزة مخصصة لصحفيين فرنسيين. والفائزون بها يمنحون مبلغًا من المال يساعدهم للسفر إلى اليابان لإجراء ريبورتاجات لهم. لهذا السبب، قرأت كثيرًا عن ذلك البلد، وتاريخه، ومجتمعه. وفي أحد الأيام اكتشفت تقريرًا في مجلة ” لو موند” الفرنسيّة عن مقاهي المانغا والمقيمين فيها.
أجريت بعض الأبحاث كي أستعلم عن هذا الموضوع ثم شرعت في كتابة ملخص عنه بمساعدة المترجمة اليابانية الرائعة أكاني سايكي. وفي النتيجة، نال فيلمنا “جائزة روبرت جيلين”.
● كيف جرت عملية التصوير في طوكيو؟
مع الأسف، وضعي المالي لم يسمح لي أن أمكث في طوكيو أكثر من ١٠ أيام. ومن أجل الالتزام بالميزانية المحددة، اضطررت أن أصور فيلمي الوثائقي بالإضافة إلى تقريرين بعتهما إلى قناة تلفزيونية فرنسيّة.
عند وصولي إلى طوكيو، التقيت بأكاني وبدأنا البحث عن أبطال فيلمنا. إنّ طوكيو مليئة بمقاهي “مانبو” فجلنا فيها وسألنا الزبائن إذا كان باستطاعتنا دخول غرفهم وطرح بعض الأسئلة عليهم.
ولحسن حظنا، التقينا بماساتا وهيتومي بعد أيام قليلة، وتمكنا من التصوير معهما لبضع دقائق…
● إن الغرف صغيرة جدًا، كيف استطعتم التصوير داخلها بآلة تصوير وعصا ثلاثيّة القوائم وميكروفونات وغيرها من المعدات؟
تم تصوير بعض اللقطات باستخدام آلة تصوير “جو برو” GoPro، ثبّتها على الجدران وشغّلتها من الرواق بواسطة هاتفي. أما تصوير المقابلات فكان أكثر تعقيدًا. حشرنا أنا وأكاني والشخص الذي نجري المقابلة معه في غرفة لا تتخطى مساحتها ثلاثة أو أربعة أمتار مربعة. وبما أنني عرفت مسبقًا ظروف التصوير فقد اخترت عدسات آلة التصوير المناسبة لها.
● عرّفتنا على طوكيو في الليل، دون موسيقى، ومع أجواء حزينة. أخبرنا عن مقاربتك من وجهة نظر إنشائية؟
حاولت أن ألفت النظر إلى التناقض بين الداخل والخارج. إنّ داخل مقهى “مانبو” هادئ وصامت للغاية وجدران غرفه رقيقة ودون أسقف. كل ما تسمعه فيه هو أزيز التهوية، وصرير الأبواب المنزلقة، وشخير وتعطيس الجيران…
أما شوارع طوكيو أي خارج مقهى “مانبو”، فهي مفعمة بالحيوية وصاخبة على عكس داخله، وقد ساعدني عمل أوليفيه روش كثيرًا في دمج الصوت من أجل إبراز هذا الاختلاف.
لهذا السبب لم أر أنه من الضروري إبراز أي شيء من خلال الموسيقى. لاحظت أيضًا أثناء عملية المونتاج أنّ الليل أضاف بعض النعومة على الفيلم، لذلك احتفظت فقط بالصور الليلية.
● لماذا أردت أن تصنع هذا الفيلم؟
أنا لست مختصًا في الثقافة اليابانيّة، أردت فقط استحضار ظاهرة هامشية تسمح في الوقت عينه بإظهار التفاوتات المتزايدة في المجتمع.
يجد هؤلاء الشباب في مقهى “مانبو” “منزلاً” لهم، يكلفهم في الليلة الواحدة ما بين 10 و15 يورو، في المقابل هم لا يملكون عنوانًا رسميًا: يبقون على هامش المجتمع، وبعيدًا عن أعين السلطات اليابانيّة.
يعيشون معزولين في قلب صخب وضجّة العاصمة طوكيو، ويعانون من عدم استقرار مادي وعاطفي كبيرين.
● هل لديك أخبار من ماساتا وهيتومي؟
يطرح عليّ هذا سؤال كثيرًا، ولا سيما عن هيتومي، التي تعتبر هشاشتها مؤثرة للغاية، ومقلقة جدًا في الوقت عينه. لسوء الحظ، ليس لديّ أخبار عنهما.
كانت اجتماعاتنا قصيرة جدًا، مجرّد بضع دقائق لالتقاط الصور وإجراء المقابلات، لذا وقتنا لم يسمح لنا بتبادل أرقام هواتفنا وعناويننا.
أتمنى من كلّ قلبي أن يكونا سعيدين!
● كلمة عن “٩٩”؟
شكرًا جزيلًا لإسكرلاتا، ولينا، ودياغو، وادريان، وأولفا، ونونيو لأنهم ساهموا في إيصاله إلى جمهور عالمي من خلال ترجمتهم للفيلم إلى عدّة لغات. بفضل “٩٩” على سبيل المثال، اكتشفت وجود جالية يابانية في البرازيل ساهمت في نشر فيلمي المترجم إلى اللغة البرتغالية.
في يومنا هذا، أصبح من السهل جدًا صنع الأفلام من خلال استعمال معدات محترفة غير باهظة الثمن، كما أمكن تصغير طاقم العمل، والتعلّم بمفردك بسرعة أكبر. أما في مقابل ذلك، أصبح من الصعب جدًا إبراز عملك.
إنّ ٦٠٪ من محتوى الإنترنت منشور باللغة الإنجليزية لكن ٥٪ من البشر فقط يعتبرونها لغتهم الأم. لذلك ترجمة الأفلام مهمة جدًا لإبراز روعتها بما تتضمنه من رسائل عالمية.
هذه هي الفكرة الرئيسيّة التي تقف وراء “٩٩”، ففي نهاية المطاف نتشارك جميعًا ٩٩٪ من حمضنا النووي.